هو عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن أدريس الأصغر بنإدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي بن أبي طالب ابن عم الرسول، فهو إذا من آل بيت الرسول محمد.
كان عبد القادر الابن الثالث لمحي الدين (سيدي محي الدين): شيخ الطريقة الصوفية القادرية ومؤلف "كتاب ارشاد المريدين" الموجه للمبتدئين وأمه الزهرة بنت الشيخ سيدي بودومة شيخ زاوية حمام بوحجر وكانت سيدة مثقفة. ولد حوالي 6 ماي وقيل 6 بتمبر 1808 بقرية القيطنة بولاية معسكر.
و رغم أن عبد القادر من أهل البيت إلا أنه كان يرفض رفضا قاطعا استغلال
نسبه وأصله لاكتساب الاحترام و التقديس و طاعة الناس، فكان يقول" لا تسألوا
أبدا ما هو اصل الإنسان و فصله، بل اسألوا حياته و أعماله و شجاعته و مزاياه، و
عندئذ تدركوا من يكون ". و كان يستوحي ذلك من روح الإسلام الذي سوّى بين
البشر مهما كان أصلهم، و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول» كلكم من آدم و آدم من تراب، لا فرق بين عربي
و أعجمي إلا بالتقوى«
.
زواجه: تزوج
الشاب عبد القادر مبكرا بلالاّ خيرة بنت عمه سيدي علي بو طالب، و كانت ذات أخلاق
عالية، فعندما بايعه الناس على تحمل مسؤولية قيادة الجهاد ضد الإستعمار
الفرنسي، و إدراكا منه لثقل المسؤولية
التي ستشغله عن أهله و بيته ذهب إلى زوجته و قال لها » لقد وضع القوم أمانة في عنقي، و من الواجب علي القيام بها، و إن
ذلك لا يدع مجالا لي حتى أقوم بواجباتي الزوجية على أكمل وجه، و لك إن أردت البقاء
معي من دون التفات إلى طلب حقوقك المقدسة، فإني أوافق الموافقة التامة على ذلك، و
إما ‘ن كان قصدك إلا تفرطي فيها فأمرك بيدك، و ذلك لأني قد تحملت ما يشغلني عنك «، فقبلت الزوجة
الصالحة ذلك و كانت تعلم مدى تقديس زوجها الأمير لحقوق الزوجة التي فرضها الإسلام
لها فقالت له » لقد رضيت لنفسي
ما ارتضيته لنفسك « .
و
أثناء جهاده مرّ يوما بالقرب من مقام زوجته و كانت لم تراه منذ عدة شهور فبعثت
إليه تطلب منه زيارتها فردّ عليها بأنه مزفوف إلى بلاده إي أنه تزوج بقضية وطنه و
شعبه. و رغم كل ذلك بقيت هذه الزوجة وفية
له لأنها كانت تدرك ثقل المسؤولية التي تحملها و إن قضية الوطن و العقيدة فوق كل
شيء. و كان الأمير يتألم من فراق زوجته فله قصيدة طويلة يغازلها فيها و يقول في
بعض أبياتها:
ألا
هل يجود الدهر بعد فـراق فيجمعنا و
الدهر يجري إلى الضد
و أشكو ما قد نلت من ألم و
ما تحمله ضعفي و عالجـه جهـدي
لكي تعلمي أم البـنـين
بـأنه فراقك نار و اقترابـك من
خلـد