
الوثيقة الأولى : تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية تم إعداده آخر عام 1956 بعد فشل العدوان الثلاثى على مصر ، وهذا التقرير / الوثيقة نشره الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى كتابه ( سنوات الغليان ) الصادر عام 1988م عن مؤسسة الأهرام فى صفحة 986 بالملحق الوثائقى للكتاب . ويتناول التقرير احتمالات نهاية نظام حكم ناصر فى مصر ويحدد السبيل فى خيارين : 1- هزيمة عسكرية ساحقة . 2- اغتيال جمال عبدالناصر . وأريد من القارئ الكريم أن يتذكر هذين الخيارين ونحن نواصل عرض هذه المجموعة من الوثائق .

الوثيقة الثالثة:فى موضوعنا وهى من أخطر ما يكون وتاريخ الوثيقة 27 ديسمبر 1966م وتحمل الوثيقة رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى وهى مرسلة من الملك السعودى / فيصل بن عبدالعزيز إلى الرئيس الأمريكى / ليندون جونسون وهى منشورة فى كتاب ( عقود من الخيبات ) للكاتب / حمدان حمدان طبعة دار بيسان ص489-490 . وفيها يقول الملك العربى مخاطبًا الرئيس الأمريكى : " من كل ما تقدم يا سيادة الرئيس ومما عرضناه وبإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعًا وأن هذا العدو إن تُرك يحرض ويدعم الأعداء عسكريًا وإعلاميًا ، فلن يأتى عام 1970م كما قال الخبير فى إدارتكم السيد ( كيرميت روزفلت ) وعرشنا ومصالحنا فى الوجود ولذلك فإنى أبارك ما سبق للخبراء الأمريكان فى مملكتنا أن اقترحوه لأتقدم إليكم بالاقتراحات التالية : - أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل لتقوم بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن حيوية فى مصر لتضطر مصر بعدها لا إلى سحب جيشها من اليمن صاغرة بل إشغال مصر بإسرائيل عنا لمدة طويلة لن يرفع بعدها أى مصرى رأسه خلف القناة ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبدالناصر فى وحدة عربية " .
إلى هنا ينتهى الجزء الخاص بمصر فى الوثيقة ، وإن كانت الوثيقة تشمل أيضًا خطط للملك السعودى ضد سوريا وفلسطين ولكن هذا ليس مجال مقالنا الآن . وأريد من القارئ الكريم أن يلاحظ الآتى :
1- السيد ( كيرميت روزفلت ) المذكور فى رسالة الملك هو رجل المخابرات الأمريكية الشهير المسئول عن الانقلابات العسكرية فى سوريا أواخر الأربعينيات ، وهو المسئول أيضًا عن مخطط الانفصال عام 1961 .
2- زوال العرش السعودى عام 1970م إذا استمرت خطط جمال عبدالناصر واستمرت قواته فى اليمن .. وهنا نتذكر ورقة العمل التركية فى محضر حلف شمال الأطلنطى عن زوال العرش السعودى عام 1970م . 3- الخطة التى يقترحها الملك السعودى للعمل ضد مصر تكاد تكون هى خطة الحرب الإسرائيلية فى يونيو 1967م .
وبالربط بين ضرب مصر عسكريًا ومستقبل العرش السعودى عام 1970م ، نعود للوثيقة الأولى للمخابرات المركزية الأمريكية التى ترى أن الحل بالنسبة لمشكلة ( عبدالناصر ) هو الهزيمة العسكرية الساحقة أو اغتياله . والجدير بالملاحظة أن عبدالناصر هُزم عسكريًا عام 1967م وتوفى عام 1970م . ونصل الآن إلى آخر وثيقة عن موضوعنا وهى الوثيقة رقم 28 بملحق وثائق كتاب ( بين الصحافة والسياسة ) للأستاذ / محمد حسنين هيكل طبعة دار المطبوعات للنشر والتوزيع – لبنان عام 1984 . وهذه الوثيقة عبارة عن مذكرة بخط الوزير / سامى شرف مرفوعة للرئيس / جمال عبدالناصر بتاريخ 3 يونيو 1970م .
وهى ترصد مجموعة من التحركات التى تتم ضد مصر على الصعيدين الداخلى والخارجى وقد قام الأستاذ هيكل بالشطب على كلام الوزير سامى شرف الذى يرصد هذه التحركات لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى وقت صدور الكتاب . ولكن ما يتعلق بموضوعنا هو تأشيرة بخط يد الرئيس عبدالناصر على الطرف الأيسر أعلى الصفحة كتب فيها : ( لقد تقابل على أمين فى روما مع أحد المصريين المقيمين فى ليبيا وقال له أن الوضع فى مصر سينتهى آخر سنة 70 ) . مرة أخرى عزيزى القارئ عام 1970 التاريخ الذى يتكرر فى كل الوثائق كحل لمشكلة جمال عبدالناصر . لقد كان على أمين هاربًا من مصر بعد اتهام أخيه مصطفى أمين بالتجسس على مصر لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الشبهات تحيط بعلى أمين أيضا لذا فضل أن يظل خارج مصر ولكن كيف علم على أمين أن الوضع فى مصر سينتهى آخر 1970 ؟ . لقد توفى الرئيس / جمال عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970م أى قرب نهاية العام وبوفاته انقلبت أوضاع كثيرة سواء فى مصر أو فى الوطن العربى كله .
والآن بتجميع كل هذه الوثائق معًا وبالمعانى الواضحة التى نستشفها منها ألا يمكن أن نتساءل ما هو سر وفاة الرئيس جمال عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970 ؟ هل توفى بفعل فاعل ؟ هل هناك أسرار لم تكشف بعد عن وفاته ؟ رحم الله الرئيس جمال عبدالناصر وأسكنه فسيح جناته وربما تكشف لنا الوثائق التى ما زالت خفية أسرار أخرى عن أسباب وفاته . بقلم :عمرو صابح
رواية وفاة عبد الناصر بسبب إبرة.. جديدة!

والقى التهمة كاملة على طبيب الرئيس الراحل في ذلك الوقت. أما الكاتب المصري عادل حمودة، والذي ألف كتابا حول هذه الوفاة بعنوان «عبد الناصر أسرار المرض والاغتيال»، فقد أفاد بوجود جاسوس اسرائيلي في مصر دارت حوله الشبهات حول اغتياله لعبد الناصر. وقد حاول الكاتب ان ينهي بكتابه هذا ويحسم الجدل الذي كان سائدا في سنوات السبعينات حول اسباب وفاته الغامضة. ولكن كان لبعض المقربين من عبد الناصر وجهات نظر اخرى. منها تلك التي تقول ان الروس هم الذين قتلوا عبد الناصر! ويستند اصحاب هذه النظرية وهم من الذين انجرفوا مع الرئيس الراحل السادات في معاداته للروس، خصوصا وبعد طردهم من مصر ـ الى ان الاطباء الروس قاموا بزرع نوع معين من اليرقانات الدقيقة في دمه ـ وذلك اثناء اقامة عبد الناصر في مصحة الاستشفاء والعلاج بمدينة «سوتشي» بالبحر الاسود عام 1961.
وهي ديدان لا يظهر نشاطها في الجسم إلا عندما يكون حاملها قد اعياه الارهاق والتعب الشديد. وهذا ما حدث لعبد الناصر بحسب روايات اصحاب هذه النظرية فقد كان الاعياء والانهاك قد ظهرا على عبد الناصر. والذي كان وقبيل موته بيومين في حركة دائبة لا تهدأ مواصلا الليل بالنهار في اجتماعات مع الملوك والرؤساء العرب الذين وفدوا للقاهرة في ذلك الوقت آملين في وقف نزيف الدم الفلسطيني والذي كان يسيل وقتها في الأردن وهي الاحداث والتي دخلت تاريخ العرب باسم (ايلول الاسود الفلسطيني) عام 1970.
وكانت قمة الاعياء الحاد قد ظهرت عليه اثناء توديعه أمير دولة الكويت الراحل مساء يوم 28/9/1970. والتي عندها وكما يقول اصحاب هذه الرواية، كانت اليرقانات «الروسية» قد اكملت دورتها في جسد الرئيس المنهوك، وما ان عاد من المطار الى القصر الا وكان كل شيء متأخرا في اسعافه ونجدته. ثم تجيء أخيرا نظرية اللاذقاني والذي لم يكشف خفايا مصرع عبد الناصر، ولم يقل لنا لماذا تأخرت اصلا هذه الحقنة الخاصة بمرض السكري؟ ثم من هم وراء تأخير هذه الحقنة؟ وهل التأخير كان متعمدا أم غير مقصود؟ ونسأل اللاذقاني: هل يعقل الا يكون مع طبيب الرئيس الراحل الخاص والملازم له كظله في القصر والبيت، حقنة حياة الرئيس؟ بل ومن غرائب (سبتمبر) انه وفي هذا الشهر اصيب عبد الناصر لأول مرة بسكتة قلبية عندما جاء خبر انفصال الوحدة بين مصر وسورية يوم 28/9/1960 (اي نفس تاريخ وفاته)!! ولقد فقد ايضا عبد الناصر اقرب اصدقائه وزميل سلاح معه في سبتمبر من عام 1967 ـ عندما توفي المشير الراحل عبد الحكيم عامر ـ وهي ايضا الوفاة التي صدرت فيها عدة مؤلفات وكتب.