التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تاهيل مصطفى اتاتورك بالعسكرية

اُرسل مصطفى كمال رئيس الأركان إلى الجيش الخامس القائم بالعاصمة دمشق وذلك عقب تخرجه من اجل التَدَرٌب. وهناك اثناء التدريب كان له دور رئيسي في صفوف المدفعية والفرسان وسلاح المشاة. كان يعمل في الجيش الخامس تحت رئاسة لطفى مفيد بى . وأول تدريب له تم في الكتيبة الثلاثين للسلاح الفرسان. وفى ذلك الوقت كان مصطفى كمال شديد الاهتمام بالثورات المتعددة الناشبة في سورياعلى اعتبار كونه ضابط بالأركان تحت التَدَرٌب ، وعلى اثر احد هذه الحروب اكتسب خبرة كبرى.وبعد اربعة اشهر من ردعه للثورات ، عاد إلى دمشق. 

وفى شهر اكتوبر من عام 1906 ذهب إلى سالونيك دون تصريح من الجيش ؛ وذلك بعد تأسيسه لجمعية الوطن والحرية مع الرائد لطفى بى ،و د/ محمود بى ،و لطفى مفيد بى ،و الطبيب العسكرى مصطفى جنتكين ، أقام هناك فرع جديد للجمعية . وبعد مدة عاد إلى يافا بمعاونة حسن بى الذي كان بمثابة أخ له ، كما انه توسط له لدى احمد بى ؛ حيث عرض عليه أن يرسل مصطفى كمال إلى بروسبى القائمة على الحدود المصرية. وبالفعل عُين في بروسبى. وبعد فترة أُسل مرة آخرى إلى دمشق للتَدَرٌب في سلاح المدفعية.

 وفى العشرين من يونيو 1907 اصبح نقيب ذو خبرة عالية.أما في الثالث عشر من اكتوبر من العام نفسه عُين قائد للجيش الثالث[. وفى فبراير من عام 1908 انضم لجمعية الاتحاد والترقى ؛ وذلك عند وصوله إلى سالونيك وعلمه بإنضمام فرع جمعية الوطن والحرية إلى جمعية الاتحاد والترقى. اما في الثانى والعشرين من يونيو من العام نفسه عُين رئيس مفتشى الطرق الحديدية للمنطقه الشرقية الرومانية .عقب اعلان المشروطية في الثالث والعشرين من يوليو عام 1908 ارسل من قبل جمعية الاتحاد والترقى إلى غرب طرابلس إحدى بلدان ليبيا في نهاية عام 1908 وذلك من اجل بحث المشاكل الاجتماعية والسياسية ودراسة الاوضاع الامنية .

وهناك بث (بعث) في اليبين افكار ثورة 1908 ، وسعى في كسب الأجناس الآخرى القاطنين هناك إلى سياسة جون ترك. وبجانب هذه المهمة السياسية اهتم أيضاً بالوضع الأمنى لشعب المنطقة .درّب العساكرعلى خطط تكتيكية حديثة بإعتباره قائد الحامية العسكرية ببنى غازى ، وذلك من خلال الأعمال الحربية التي كانت تنفذ خارج البلدة.واثناء فترة التمرين حاصر منزل الشيخ منصور ذلك المتمرد ووضعه تحت سيطرته كى يكون عبرة لكافة القوى المعارضة للنظام في المنطقة.بالإضافة لذلك بدء الجيش الاحتياطى في تنفيذ خطة لحماية أهالى المنطقة وما يحيط بها من مناطق ريفية.

 في الثالث عشر من يناير 1909 صار رئيس اركان حرب لفرقة رديف بسالونيك، وفى الثالث عشر من ابريل 1909 صار رئيس اركان حرب للوحدات العسكرية الأولى المتصلة بجيش الحركة الذي توجه إلى استانبول في التاسع عشر من ابريل من العام نفسه بقيادة الميرالاى محمود شوكت باشا ، الذي توجه إلى هناك بعد اجتيازه (عبوره ) مدينتى سالونيك وادرنا؛ لقمع عصيان الحادى والثلاثين من مارس الذي بدء مع عصيان الكتيبة الثانية والرابعة للقناصةوالتى تطورت احداثها بتدخل قوات آخرى. وفيما بعد تقلد مناصب عدة منها رئاسة اركان حرب الجيش الثالث ،و رئاسة مركز التدريبات العسكرية بالجيش الثالث نفسه،و رئاسة اركان حرب الفيلق الخامس ،و رئاسة سلاح المشاة الثامن والثلاثين .

وفيما بين الثانى عشر والثامن عشر من ديسمبر لعام 1910 ، بُعث مصطفى كمال اتاتورك إلى مناورات بيجارديا التي نظمت في فرنسا .وهناك لم يستقل طائرة قط ؛ بتحذير من قائده حتى إذا دُعى للقيام بذلك. فتلك الطائرة التي لم يركبها سقطت على الارض ومات كل من كان بداخلها . ويرى بعض الكتاب أن موقفه هذا له علاقة بتصرفه الحذر الكائن عقب الحادث الذي عايشه في مناورات بيجارديا.وعقب عودة مصطفى كمال إلى استانبول، تقلد منصب في مركز قيادة الجيش هناك وذلك في السابع والعشرين من ديسمبر عام 1911 .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معاهدة دي ميشال 1834 مع الامير عبد القادر

أمام ضغط جيش الأمير عبد القادر عمل دي ميشال الحاكم الفرنسي بوهران من أجل عقد هدنة مع الأمير، فلجأ إلى حيلة تسمح له بالاتصال بالأمير و إقتراح الهدنة عليه فعمد دي ميشال إلى مرافقة بعض جنده لخونة جزائريين كانوا يزودون جيش الاحتلال بالمواد الغذائية، فألقى جيش الأمير القبض عليهم، فطار دي ميشال فرحا لان ذلك كان وسيلة للاتصال بالأمير عبد القادر و محادثته بشأن الأسرى و اقتراح الهدنة عليه. إلا أن الأمير عبد القادر رفض اقتراحات دي ميشال في البداية لكنه بعد استشارة المجلس الشوري و التفكير العميق بالمعاهدة التي كانت تنص على توقيف القتال و إطلاق سراح الأسرى و حرية التجارة.   و كان هدف الأمير عبد القادر من قبوله المعاهدة هو إيجاد متسع من الوقت لمواصلة بناء دولته و تصنيعها خاصة و أنها تسمح له باستيراد الأسلحة و الآلات الصناعية من أوروبا عبر البحر. نصت المعاهدة   على المواد التالية : "ان القائد العام للقوات الفرنسية في مدينة وهران وأمير المؤمنين سيدي الحاج عبد القادر بن محي الدين قررا العمل بالشروط التالية : المادة الاولى : ان الحرب بين الفرنسيين والعرب ستتوقف منذ اليوم وان ...

نقض معاهدة دي ميشال و انتصارات الأمير عبد القادر

ندمت فرنسا على عقد الهدنة خوفا من أن يتسع نفوذ الأمير و تتقوى دولته أكثر فعمدت إلى نقض الهدنة بتنحية دي ميشال عن حكم وهران و تنصيب الجنرال تريزل حاكما جديدا عليها، و كان من أشدّ المعارضين للمعاهدة، فنقضها بالمهاجمة على جيش الأمير عبد القادر بجيش ضخم يتجاوز 10 آلاف جندي، فهزم جيش الأمير بغابة مولاي إسماعيل فقتل أكثر من 150 جنديا. ففر الجيش الفرنسي تحت الضربات القاسية للمجاهدين، لكن الأمير عبد القادر أغلق في وجهه الطريق إلى أرزيو، فعاد جيش تريزل عبر مسلك واحد و هو نهر المقطع فنجحت خطة الأمير عندما أحاط المجاهدون بالجيش الاستعماري من كل الجهات فأشعلوا فيه النار و دبت الفوضى فيه، فقتلوا و أسروا أغلبهم و استولوا على العتاد و الأسلحة و المؤن و هرب تريزل مع القليل من جنده الناجين من ضربات جيش الأمير. وتعتبر معركة المقطع في 1835 من أشهر معارك الأمير التي تظهر دهاءه العسكري. عزلت الحكومة الفرنسية الجنرال تريزل بعد هزيمته في معركة المقطع التي أثارت الرأي العام الفرنسي، و عينت مكانه الجنرال كلوزيل كحاكم جديد لوهران، فطلب من حكومته دعما بجيش كبير للانتقام من الأمير، وسطر هدفه بقوله » لقد عزمن...

رحلة الامير عبد القادر الى الحج

عندما بلغ والده محي الدين الخمسين من عمره أراد الحج إلى البقاع المقدسة، و رفض أن يرافقه أي أحد إلا ابنه الرابع عبد القادر الذي لم يبلغ بعد 17 سنة من عمره، فعندما سمع الناس بالخبر أتوا من كل الجهات لتوديع محي الدين و ابنه ، فخشي الحاكم العثماني في وهران من تحول التجمع الضخم إلى ثورة ضد النظام الفساد فاضطر إلى احتجازهما لمدة سنتين بوهران، خاصة و أن محي الدين كان من أشد المعارضين لهذا النظام الذي قسم الشعب إلى فئات تتقاتل فيما بينها عملا بسياسة " فرق تسد" و الهدف من ذلك هو الحفاظ على المصالح الخاصة للنظام الذي كان ينهب عرق الشعب و يفرض ضرائب باهضة عليه مما يسمح لحاشية النظام مواصلة حياة الرّغد و الترف بينما الشّعب يموت جوعا، فكيف يقبل محي الدّين و ابنه عبد القادر بذلك و هما المتشبعان بحب العدل الذي ألح عليه الإسلام. و بعد سنتين من الاحتجاز تدخل داي الجزائر فسمح لهما بالذهاب إلى الحج معتقدا بأن ذلك وسيلة لإبعادهما عن البلاد و لو لمدة قصيرة. فعبرا تونس و وصلا إلى الإسكندرية عبر البحر المتوسط ليصلا إلى البقاع المقدسة برا، و عادا من الحد عبر دمشق و زارا قبر الولي الصالح عبد القاد...