
عمل الأمير على توحيد صف مختلف القبائل حول مسألة الجهاد، وبسط سيطرته على
أغلب الغرب الجزائري وأتخذ من مدينة عسكر عاصمة له وشرع في تنظيم المقاومة ،
فاستولى على ميناء آرزيو لتموينها ، وشرع في تنظيم الجيش ،إضافة الى فرق المدفعية
ودربهم على حرب العصابات ، وفي إطار التنظيم العسكري زيادة على توحيد الأوامر
والقوانين العسكرية الدالة على الانضباط والصرامة في المؤسسة العسكرية مثل :
- وضع سلم
تسلسلي للرتب العسكرية على النحو التالي : رقيب - رئيس الصف - السياف - الآغا. -قسم الوحدات الأساسية في الجيش
النظامي إلى كتائب و تضم الكتيبة الواحدة مائة جندي.
وسـع دائرة نفوذه إلى أنحاء أخرى
من الوطن شملت جزءا كبيرا من إقليم تلمسان ومليانة والتيطري (المدية).وتوسع نفوذ
الأمير عبر الغرب الجزائري خاصة بعد انتصاراته العسكرية ، وقد كانت بطولته في
المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق
النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال
حتى حاز النصر على عدوه.
حاصر
الأمير عبد القادر جيش الاحتلال الفرنسي بوهران اقتصاديا و عسكريا، فمنع السكان من
تزويده بالمواد الغذائية و كان يقوم بغارات عسكرية عليه و كانت تتوالى انتصاراته
العسكرية فطارت شهرته إلى أنحاء البلاد، فهرع الناس من كل
النواحي للإنضمام إلى جيشه. لكن استطاع جيش الاحتلال فك الحصار و استيلائه على
مدينة أرزيو الساحلية و التي تحتوي على ميناء يسمح له التزود بالمواد الغذائية و
الأسلحة عن طريق البحر.