التخطي إلى المحتوى الرئيسي

السياسة الخارجية لهواري بومدين


كانت علاقة الجزائر بكل الدول وخصوصا دول المحور الاشتراكي حسنة للغاية عدا العلاقة بفرنسا وكون تأميم البترول يعد من جهة مثالا لباقي الدول المنتجة يتحدى به العالم الرأسمالي جعل من الجزائر ركن للصمود والمواجهة من الدول الصغيرة كما كانت الثورة الجزائرية درسا للشعوب المستضعفة ومن جهة أخرى وخاصة بعد مؤتمر الأفروأسيوي في يوم 3 أيلول – سبتمبر 1973 يستقبل في الجزائر العالم الثالث كزعيم وقائد واثق من نفسه وبمطالبته بنظام دولي جديد أصبح يشكل تهديدا واضحا للدول المتقدمة.

مواقف تاريخية للراحل هواري بومدين من هزيمة 67 وحرب 73
عندما وقعت هزيمة 1967 لم يصدق بومدين ما سمعه: فكان يسأل عبد الناصر باستغراب ماذا حدث بجيشك يا سيادة الرئيس؟ فقال له عبد الناصر: لقد أصيب الجيش بسكتة قلبية؟ ولا يمكن أن نصف ما حدث إلا بهذا الوصف.

ولكن بومدين لم يهضم هذا التبرير من عبد الناصر خاصة وانه كان يعتبر مثله الأعلى.

وقال بومدين لأحد مساعديه في لحظة انفعال لو كنت مكان عبد الناصر ولحق بجيشي ما لحق بجيش مصر لأطلقت النار على رأسي؟ ولكنه طار إلى القاهرة وموسكو لترميم ما تهدم وإعادة الروح إلى مصر.
في مساء يوم 5 جوان 1967 اتصل جمال عبد الناصر ببومدين هاتفيا ليقول له (لم يبق عندي طائرة واحدة سليمة أرجو أن ترسل لي بعض الطائرات) فأجابه بومدين على الفور : كل ما تملكه الجزائر سبع وأربعون طائرة حربية أرسل طيارين مصريين لاستلامها لأن الطيارين الجزائريين في بداية تدريباتهم.

وفي الغد طلب السفير الأمريكي مقابلة مع الرئيس بومدين لتبليغه رسالة  من الرئيس الأمريكي، واستقبل من قبل بومدين فورا ليقول له: كلفني الرئيس الأمريكي بأن أنقل إليكم بأن حكومته ل تنظر بعين الارتياح لإرسال الجزائر للطائرات الحربية إلى عبد الناصر أجاب بومدين على الفور: أولا انتهى ذاك الزمن الذي كانت فيه أمريكا تأمر والبلدان الصغيرة تطيع، وثانيا انتهى وقت المقابلة.

بعد هزيمة 1967 إثر حرب 5 جوان، وصل بومدين إلى موسكو في حالة نفسية سيئة، وفي لقائه الأول مع القادة السوفيات في الكرملين بعد ظهر يوم 12 جوان بدا بومدين في حديثه بأن قال لبرجنيف إنه: يأسف لأنه طلب من سفير الجزائر في موسكو إبلاغ السلطات السوفياتية أنه لا يريد حفلات تكريم على الغذاء أو عشاء وإنما يريد أن يفهم ...) ورد عليه برجنيف قائلا: (أنه وزملاءه يفضلون أن يسمعوا منه أولا رؤوس المسائل التي يريد أن يتحدث فيها).فانطلق بومدين يقول : (أنه ليس لديه رؤوس موضوعات وإنما لديه موضوع واحد يتمثل في سؤال يريد ان يطرحه ويريد أن يسمع جوابا قاطعا عليه). وجاء السؤال الواحد لبومدين في قوله : إنه يريد أن يعرف ما هي حدود الوفاق بينكم وبين الامريكيين). وبدا أن الزعماء السوفيات لم يتفهموا المطلوب من السؤال بدقة استطرد بومدين يقول: أننا نراه وفاقا من جانب واحد أنتم تتصرفون بأقصى درجات الضعف، والآخرون يتصرفون بأقصى درجات القوة. وأثناء هذه المفاوضات قال كوسينغن رئيس الوزراء السوفياتي: (إننا حاولن أن نستجيب لطلباتكم وقدمناها لكم بأسعار مربحة، بل أنكم لم تسددوا حتى ربع تكاليف ما حصلتم عليه. واستبد الغضب بالرئيس بومدين وقال له: (أنه كان يتخوف من مثل هذه الملاحظة، ثم أخرج صكا بمبلغ 100 دولار) وكان يحتفظ به في ملف أمامه وقدمه لكوسيغن فتكهرب جو الاجتماع واقترح برجنيف الجلسة لاستراحة قصيرة.




بعد هزيمة جوان 1967 ذهب الرئيس هواري بومدين والرئيس العراقي عبد الرحمن عارف في شهر جويلية إلى الاتحاد السوفياتي، وفي جلسة العمل التي انعقدت بقصر الكرملين بحضور الوفدين العربي والسوفياتي، وجه الرئيس بومدين سؤالا لبرجنيف: (من طرف الذي هزم يوم 5 جوان) وعندما تردد برجنيف في الإجابة قال بومدين : (نحن هزمنا بالجملة، هزمنا جماعية نحن وانتم معنا، ولا تقل لي نحن المسؤولون، ولا أريد أن اسمع هذا الكلام، واود أن أطرح عليك فرضية أخرى، ولو أن إسرائيل كانت هي في موقف العرب الآن بعد المعركة، هل تعتقد أن أمريكا كانت تتصرف كما يتصرف الاتحاد السوفياتي الآن ؟ هل يتصورون أنهم سيذهبون إلى الأمم المتحدة ويخطبوا في الجمعية العامة وفي مجلس الأمن، ويشغلوا أنفسهم بصياغة قرارات، أم أنهم كانوا سيتصرفون على نحو آخر.

عند اندلاع حرب أكتوبر 1973 قام الرئيس بومدين برحلة تاريخية إلى الاتحاد السوفياتي من أجل دعم الأمة العربية في حربها مع إسرائيل وكانت رحلة تاريخية غيرت معطيات الحرب ودفعت بالسوفيات إلى الجهر بموقفهم المؤيد للعرب، ومما جاء في مفاوضات بين الطرفين نستخلص ما يأتي :
بعد الترحيب ببومدين سأل برجنيف بومدين لماذا أتيت؟ فرد بومدين (جئتم لدعم الكفاح العربي في الشرق الأوسط، وقصدتم بالذات، لأنكم أصدقاء، ثم لكونكم تناصرون القضايا العادلة..) فأجاب برجنيف: (إذا كنت تحرص على خدمة القضية العربية، فعليك بإيقاف الحرب لأنها لا تخدم العرب ومصالحهم). حينما قال بومدين: (لقد جئت إلى هنا وليس في نيتي إيقاف الحرب، وإنما دعم العرب فيها، ولتعلموا أني لا أطلب منكم الموت دفاعا عن العرب، بل أطلب فقط إمكانيات حربية تؤهلنا لدخول هذه الحرب بكل ثقة). سأل برجنيف بومدين : (لكن من اين تعتزم شراء السلاح؟) وتعبيرا عن استغرابه للسؤال رفع رأسه إلى سقف قاعة الاجتماع ثم نظر إلى جدرانها وقال: (أنا أتساءل هل أنا في البيت الأبيض أم في الكرملين؟).وتبين من خلال المفاوضات أن هناك برودة راجعة بالأساس إلى سياسة الانفراج في العلاقات بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية، وجعلت الزعماء السوفيات لا يستجيبون لطلبات بومدين، فعلق بومدين على ساسة الانفراج هذه قائلا: (إنها سياسة انصياع وليس سياسة انفراج، وإذا واصلتم على هذا النهج مخاطبا برجنيف، فبعد 10 سنوات سيدق الأمريكان أبواب موسكو).ومن هذا الموقف تغير مجرى المفاوضات وقرر الزعماء السوفيات دعم العرب في حربهم ضد إسرائيل، وبعد سنوات من هذه الواقعة التاريخية يتغير العالم وتحلل الاتحاد السوفياتي إلى ممجموعة من الدول المستقلة، انتهى الاتحاد السوفياتي الدولة العظمى نتيجة سياساته التي عبر عنها الرئيس هواري بومدين وتنبأ بها.


أقوال الراحل هواري  بومدين بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي

نحن لا نطالب إلا بحقوقنا فقط، نطالب بها اليوم ونطالب بها الغد ونطالب بها في كل وقت مادام  هناك وطن عربي ومادامت هناك أمة عربية.
(4 جوان 1967)أنتم بصفتكم طلائع أولى لشعب لم يطأطأ رأسه طيلة الأجيال وأنتم بذهابكم إلى المعركة ستدافعون عن فكرة سليمة ألا وهي القضاء على قاعدة الاستعمار وعلى خنجر في قلب الأمة العربية، إنكم تحملون أمجاد وبطولات شعب كامل بدأت بحرب الأمير عبد القادر ولن تنتهي حتى يتطهر كل شبر من الوطن العربي، إنكم تحملون مجد الأمير عبد القادر ومجد جيش التحرير، ومجد المليون والنصف شهيد، ولابد أن تشرفوه، إن الأمهات وإن كانت دموعهن لم تجف بعد فإنهن مستعدات لأن تزغردن كما فعلن في الماضي غير البعيد، وإننا نطلب منكم أن تستشهدوا في المعركة أو ترجعوا ظافرين وعلى رأسكم راية النصر حاملين مجد وسمعة وتاريخ الشعب، ونطلب منكم باسم الأمهات والمجاهدين والشعب والجزائر، إما النصر أو الاستشهاد، هذه هي طريقة جيش التحرير فإلى الأمام فقلوب شعبنا معكم والنصر لنا والله اكبر.

(6 جوان 1967)إننا لم نقبل الهزيمة وإن أجدادكم قد كافحوا مدة 17 سنة ولم يقبلوا الهزيمة فاستشهدوا الوحدة بعد الوحدة، والجندي بعد الجندي، والمسؤول بعد المسؤول وبقيت منهم فئة قليلة مع الأمير عبد القادر ولم يستسلموا.
استعمروا إلا أنهم لم يقبلوا الهزيمة وقد عرف شعبنا معارك أخرى طويلة فتاريخنا الحديث حافل بالبطولات ولم نسلم بالهزيمة وقد عرف شعبنا معارك أخرى طويلة فتاريخنا الحديث حافل بالبطولات ولم نسلم بالهزيمة رغم انه تجندت قوات جهنمية هائلة ضد شعبنا كله في السجون، ففي وقت من الأوقات كانت القصبة سجنا ومدينة وهران سجنا ومدينة قسنطينة سجنا، وكل القطر الجزائري تحوط به الأسلاك المكهربة الجهنمية وتحرس هذه الأسلاك الدبابات والطائرات والمدافع والغواصات وغيرها ورغم هذا فإن شعبنا لم يقبل بالهزيمة ولم يستسلم رغم أنه دفع مليونا ونص مليون من الشهداء.

(19 جوان 1967)سيحكم علينا التاريخ بأننا خونة ومنهزمين وبأننا قصرنا في أداء واجبناإذا ما نحن قبلنا هذه الهزيمة وهذه النكسة.

(19 جوان 1967)والشعب العربي في كل مكان كان مستعدا لتوسيع المعركة التي لو تمت لأحدثت ثورة حقيقية تكون أساس بعث جديد للأمة العربية.

(19 جوان 1968)فمنذ عام 1948 إلى عام 1967 والعرب يتكلمون عن تحرير فلسطين لكن النتيجة هي انهم لم يحرروا فلسطين. فهل البلدان العربية تستطيع في المستقبل تحرير فلسطين، وإذا كان يجب علي أن اكون صريحا في هذا الموضوع فأنا أشك في كونها قادرة على تحرير فلسطين، وإذا كانت السياسة عبارة على استعمال أسلوب معين وعدم جرح عواطف الغير فإن هذا الموضوع لا يسمح بأن تشمله مثل هذه السياسة، ولهذا فأنا أقول أن هذه البلدان لا تستطيع تحرير فلسطين.


(5 فيفري 1969)فمن 1948 إلى 1967 لم تعرف هذه الشعوب إلا الهزيمة، وأكثر من ذلك أنها هزيمة بدون حرب، وإن الشعب الجزائري لا يستطيع أبدا فهم هذه الهزيمة.

(5 فيفري 1969)إن القضية بالنسبة للفلسطينيين ليست خبز، بل هي قضية وطن فقدوه وليس لهم الحق للتسليم فيه ولو بقوا فاليهود انتظروا 2000 سنة.

(5 فيفري 1969)نحن الآن في مفترق الطرق وفي منعرج تاريخي وهزيمة 1967 إذا كانت تحققت وإذا كانت لا قدر الله وقع حل غدا على حساب الفدائيين العرب، الفدائيين الفلسطينيين فمعناه أننا سوف لا نلتقي أبدا إلى يوم القيامة.

(5 ماي 1969)لنا إخوان في المشرق يعيشون حالة قاسية وإخواننا يواجهون مشاكل الاحتلال، مشاكل قتل الأطفال والاعتداء على شرف وحرمة أخواتنا العربيات وحتى في بيت المقدس نفسها، فهذه الحالة لابد أن تزول في يوم من الأيام.

(5 ماي 1969) نؤكد مرة اخرى تضامننا مع الشعوب العربية في كفاحها ضد الاستعمار وضد الصهيوني وضد الامبريالية ولا يمكن أبدا أن يكون هناك تضامن في الاستسلام فالتضامن مع الكفاح نعم، تضامن في التضحيات نعم، تضامن في الاستسلام لا.

(5 ماي 1969)لقد انتصرت إسرائيل فكونت دولة أساسها العنصرية البغيضة والتعصب الديني الذي لم تشهده البشرية إلا أثناء القرون الوسطى، انتصرت دولة الصهيونية في معركة لكنها لم تستطع بأي حال من الأحوال أن تنتصر على الأمة العربية كلها، وعلى الشعب العربي، إذ يستحيل عليها أن تبتلع أكثر من مائة مليون عربي، يستحيل عليها سواء أيدها الأمريكيون أو غير الأمريكيون بطائراتهم أو بكل الأسلحة الجهنمية، يستحيل على دولة الصهاينة أن تبتلع كل الوطن العربي فهناك عاملا أساسيان لم تستطع دولة الصهاينة قهرهما أبدا وهما العامل البشري والعامل الجغرافي.
(20 أكتوبر 1969)قلنا بأنه ليس هناك حل عسكري وحل سلمي، وإنما هناك حل مشرف وآخر غير مشرف، وكنا ولا نزال من اجل الحلول المشرفة.

(25 ديسمبر 1969) ما يجري من إصطدامات بين الفدائيين وبين جيش أو وحدات عربية شيء خطير لن نوافق عليه أبدا، فإذا كانت هناك أسلحة فلتوجه إلى ميدان المعركة الحقيقية فلا يحق لنا أن نستأسد على الفدائيين ونشردهم فكفى هؤلاء الفدائيين تشريد الصهيونية.

(5 فيفري 1969)لأول مرة بعد عصور الانحطاط وعصور الظلمات هذه الأمة ورفعت رأسها بانتصار الجزائر وعاد لكل أفرادها بصيص من الأمل غير أن هذا الانتصار الذي حققته الأمة العربية في جناحها الغربي أو القسم الغربي منها ويا للأسف قد غطته أو كادت تغطيه الهزيمة التي أصيبت بها هذه الأمة العربية في الحرب التي لم تعرف كيف بدأت ولم تعرف لحد الساعة كيف انتهت، فلم نعرف كيف بدأت هذه الجرب وكيف انتصر العدو الصهيوني لا في ستة أيام ولكن في ساعات قليلة.

(24 جويلية 1970)  قلنا بأنه لن نقبل أن تصفى قضية فلسطين ولا نتائج الهزائم المتكررة ولن نقبل أبدا ومهما طال الزمن نتائج هزيمة 1948 وهزيمة 1965 والهزيمة الشنعاء الأخيرة لسنة 1967، لن نقبل هذا لأنه بالأمس وفي هذه الرقعة من الوطن العربي لم يقبل هذا الشعب الأبي أن يركع ويخضع للقوة، فقد حارب جيلا وضحيلا بمئات الآلاف ولكن ضحى بالملايين وخاض المعركة بعد المعركة خاضها عبر السنين وعبر الأجيال وللمرة الأخيرة في سنة 1954، فانتصر في معركته الأخيرة، فالشيء الذي لم نقبله بالأمس لشعبنا ولم يقبله الشعب لنفسه، ولن نقبله لا بالنسبة لفلسطين ولا للأمة العربية 

(24 جويلية 1970)قلنا بأننا نرفض تمام الرفض إيقاف النار بدون قيد ولا شرط، لأن ذلك معناه اللاستسلام وقبول شروط العدو، وقلنا هذا قبل الخامس جوان ويم التاسع جوان ويوم 19 جوان 1967 وقلنا هذا في الأمم المتحدة، وفي مجلس الامن على لسان وزير خارجية الجزائر ورفضنا لائحة مجلس الامن.

(24 جويلية 1970)إن الواقع المر أيها الإخوة هو انه لم تقع حرب بالمعنى الصحيح، فوقع زحف وتقدم ساحق من طرف العدو، وكان انسحاب فوضوي لا مثيل له في تاريخ الحروب، سواء القديمة أو الحديثة، فكان زحف متواصل من طرف العدو وكان انسحاب من طرف جيوش العرب.

(24 جويلية 1970)من حق أي بلد عربي التصرف في أراضيه كما يشاء ولكن من حقنا أن نقول باسم الجزائر والثورة الجزائرية، بأنه ليس من حق أي مسؤول عربي أن يتصرف في القضية الفلسطينية، حتى لا تكون حقوق الشعب الفلسطيني هي الثمن.

(أوت 1970)إننا نكون مخادعين لأنفسنا ولشعوبنا وللتاريخ إذا نحن صدقنا بهذا فقد شاهدنا مذابح عشناها كمناضلين عرب قام به الجيش الأردني ضد الفلسطينيين مذابح تفوق باعتراف الفلسطينيين المذابح التي عرفوها من طرف الصهاينة إن حكومة مثل هذه مازالت تتكلم باسم العرب والعروبة، ومادامت الحالة هكذا فلن ينجح العرب، آلاف الناس ذبحوا، مدافع ودبابات هاجمت خياما على حد قول الشاعر العربي..(أسد عليّ وفي الحروب نعامة) يستأسدون فقط على اللاجئين الفلسطينيين العزل، لكن بالأمس لم يموتوا في القدس، لم يموتوا من أجل الضفة الغربية.

(29 مارس 1971)فإذا أردنا نحن العرب أن نسترجع كرامتنا وان نساعد الشعب الفلسطيني على استرجاع حقوقه المغتصبة فعلينا أن نكون شاعرين بأنه أمامنا إلا المعركة والنضال والتضحيات وليس هناك طريق آخر بديل غير طريق الهزيمة وطريق الاستسلام.

(4 جويلية 1972)هل الأمة العربية مستعدة لبذل الثمن الغالي الذي تتطلبه الحرية؟ وإن اليوم الذي يقبل فيه العرب دفع الثمن لهو اليوم الذي تتحرر فيه فلسطين.

(8 مارس 1973) إذا كانت في تاريخ الأمة العربية منذ كبوتها معركة ظافرة رفعت شأنها وشرفها وأعادت لها كرامتها وثقتها بنفسها، فهي معركة الجزائر، لأنها هي المعركة الوحيدة منذ انحطاط الحضارة العربية الإسلامية التي انتصرت فيها الأمة العربية.

(1 ماي 1973)إن أمتنا اليوم في مفترق الطرق، والقضية الفلسطينية بالنسبة لنا هي المفجر الذي ينسف العلاقات العربية، لأنه يصعب علي أن أصافح يدا عربية قامت بذبح الفلسطينيين، ويصعب علينا كمجاهدين أن نمد أيدينا لأولائك الذين يريقون  دماء إخوانهم، لأننا ما زلنا نذكر دماء زكية لنا سالت في سبيل الحرية.

(8 ماي 1973)إننا إذ نختلف مع بعض إخواننا في المشرق ، فإننا نختلف معهم لأسباب تاريخية، وإذا اتفقنا معهم على ما يحدث وسكتنا عليه، فإن هذا خيانة للشعب الفلسطيني الذي يعيش من تشرد إلى تشرد، ومن مذبحة لأخرى ثم يرتفع  هناك صوت يقول بأن 99% من أوراق القضية في يد دولة بعينها.


(25 مارس 1978)كما سبق أن قلت ليس هناك أي خلاف بيننا وبين الشعب المصري، ولكننا لا نتفق مع السياسة افلتي ينتجها الرئيس المصري الذي اتخذ من بيغن صديقا وحول الأصدقاء والأشقاء إلى أعداء، واستعمل حجة الدولة العظمى والأكثر كثافة للضغط على باقي العرب، وسنبقى مختلفين معه مادام مختلفا مع الثورة الفلسطينية وإلى أن تعود القيادة المصرية إلى الصفوف العربية.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معاهدة دي ميشال 1834 مع الامير عبد القادر

أمام ضغط جيش الأمير عبد القادر عمل دي ميشال الحاكم الفرنسي بوهران من أجل عقد هدنة مع الأمير، فلجأ إلى حيلة تسمح له بالاتصال بالأمير و إقتراح الهدنة عليه فعمد دي ميشال إلى مرافقة بعض جنده لخونة جزائريين كانوا يزودون جيش الاحتلال بالمواد الغذائية، فألقى جيش الأمير القبض عليهم، فطار دي ميشال فرحا لان ذلك كان وسيلة للاتصال بالأمير عبد القادر و محادثته بشأن الأسرى و اقتراح الهدنة عليه. إلا أن الأمير عبد القادر رفض اقتراحات دي ميشال في البداية لكنه بعد استشارة المجلس الشوري و التفكير العميق بالمعاهدة التي كانت تنص على توقيف القتال و إطلاق سراح الأسرى و حرية التجارة.   و كان هدف الأمير عبد القادر من قبوله المعاهدة هو إيجاد متسع من الوقت لمواصلة بناء دولته و تصنيعها خاصة و أنها تسمح له باستيراد الأسلحة و الآلات الصناعية من أوروبا عبر البحر. نصت المعاهدة   على المواد التالية : "ان القائد العام للقوات الفرنسية في مدينة وهران وأمير المؤمنين سيدي الحاج عبد القادر بن محي الدين قررا العمل بالشروط التالية : المادة الاولى : ان الحرب بين الفرنسيين والعرب ستتوقف منذ اليوم وان ...

نقض معاهدة دي ميشال و انتصارات الأمير عبد القادر

ندمت فرنسا على عقد الهدنة خوفا من أن يتسع نفوذ الأمير و تتقوى دولته أكثر فعمدت إلى نقض الهدنة بتنحية دي ميشال عن حكم وهران و تنصيب الجنرال تريزل حاكما جديدا عليها، و كان من أشدّ المعارضين للمعاهدة، فنقضها بالمهاجمة على جيش الأمير عبد القادر بجيش ضخم يتجاوز 10 آلاف جندي، فهزم جيش الأمير بغابة مولاي إسماعيل فقتل أكثر من 150 جنديا. ففر الجيش الفرنسي تحت الضربات القاسية للمجاهدين، لكن الأمير عبد القادر أغلق في وجهه الطريق إلى أرزيو، فعاد جيش تريزل عبر مسلك واحد و هو نهر المقطع فنجحت خطة الأمير عندما أحاط المجاهدون بالجيش الاستعماري من كل الجهات فأشعلوا فيه النار و دبت الفوضى فيه، فقتلوا و أسروا أغلبهم و استولوا على العتاد و الأسلحة و المؤن و هرب تريزل مع القليل من جنده الناجين من ضربات جيش الأمير. وتعتبر معركة المقطع في 1835 من أشهر معارك الأمير التي تظهر دهاءه العسكري. عزلت الحكومة الفرنسية الجنرال تريزل بعد هزيمته في معركة المقطع التي أثارت الرأي العام الفرنسي، و عينت مكانه الجنرال كلوزيل كحاكم جديد لوهران، فطلب من حكومته دعما بجيش كبير للانتقام من الأمير، وسطر هدفه بقوله » لقد عزمن...

رحلة الامير عبد القادر الى الحج

عندما بلغ والده محي الدين الخمسين من عمره أراد الحج إلى البقاع المقدسة، و رفض أن يرافقه أي أحد إلا ابنه الرابع عبد القادر الذي لم يبلغ بعد 17 سنة من عمره، فعندما سمع الناس بالخبر أتوا من كل الجهات لتوديع محي الدين و ابنه ، فخشي الحاكم العثماني في وهران من تحول التجمع الضخم إلى ثورة ضد النظام الفساد فاضطر إلى احتجازهما لمدة سنتين بوهران، خاصة و أن محي الدين كان من أشد المعارضين لهذا النظام الذي قسم الشعب إلى فئات تتقاتل فيما بينها عملا بسياسة " فرق تسد" و الهدف من ذلك هو الحفاظ على المصالح الخاصة للنظام الذي كان ينهب عرق الشعب و يفرض ضرائب باهضة عليه مما يسمح لحاشية النظام مواصلة حياة الرّغد و الترف بينما الشّعب يموت جوعا، فكيف يقبل محي الدّين و ابنه عبد القادر بذلك و هما المتشبعان بحب العدل الذي ألح عليه الإسلام. و بعد سنتين من الاحتجاز تدخل داي الجزائر فسمح لهما بالذهاب إلى الحج معتقدا بأن ذلك وسيلة لإبعادهما عن البلاد و لو لمدة قصيرة. فعبرا تونس و وصلا إلى الإسكندرية عبر البحر المتوسط ليصلا إلى البقاع المقدسة برا، و عادا من الحد عبر دمشق و زارا قبر الولي الصالح عبد القاد...