التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رفات والنصب التذكاري لتشي جيفارا

تم بعد ذلك تم إرسال جثة غيفارا في طائرة مروحية ونقلت إلى قرب من فالقراندي حيث التقطت صور فوتوغرافية لجثة والتي وصفها الموديفار لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل بأنها تشبه "المسيح " على البلاط الخرساني في غرفة الغسيل في مستشفى نوسترا سينورا دي مالطا. ذكرت مذكرة سرية مؤرخة في 11 أكتوبر 1967 من رئيس الولايات المتحدة ليندون جونسون ومستشار الأمن القومي والت ويتمان روستو أن قرار قتل غيفارا غبي ولكن مفهوم من وجهة النظر البوليفية. بعد تنفيذ الإعدام حصل رودريغيز على متعلقات غيفارا الشخصية بما في ذلك ساعة اليد روليكس تغ ماجستير في التي استمر في ارتداءها لسنوات عديدة وكثيرا ما كان يظهرها للصحفيين خلال السنوات التي تلت ذلك الاغتيال.
بعض هذه الممتلكات بما في ذلك بطارية معروضة في وكالة الاستخبارات المركزية.بعد أن قام الطبيب العسكري ببتر يديه قام ضباط من الجيش البوليفي بنقل جثمان غيفارا إلى مكان غير معلوم ورفض الكشف عن ما إذا سيتم دفنها أو حرقها. وحفظت الأيدى في الفورمالين ليتم إرسالها إلى بوينس آيرس من أجل التعرف على بصمات الأصابع. (بصماته كانت في ملف لدى الشرطة الأرجنتينية) تم إرسالهم لاحقا إلى كوبا.
اعترف فيدل كاسترو يوم 15 أكتوبر أن غيفارا مات وأعلن الحداد العام ثلاثة أيام في جميع أنحاء الجزيرة. في 18 أكتوبر / ألقي كاسترو خطابا أمام حشد من مليون شخص من المعزين في هافانا في ساحة الثورة وتحدث عن غيفارا باعتباره شخصية ثورية. أنهى فيدل كاسترو خطاب التأبين بشكل حماسي قائلا:
«"إذا كنا نود أن نفصح عن ما نريده من رجال الأجيال القادمة أن يكونوا عليه، فعلينا أن نقول: دعهم يكونوا مثل تشي!
إذا أردنا أن نقول  كيف نريد لأطفالنا أن يتعلموا، فعلينا أن نقول بلا تردد: نريد منهم أن يتعلموا بروح تشي! إذا أردنا أنموذجا
للرجل الذي لا ينتمي إلى عصرنا بل إلى المستقبل، فأقول من أعماق قلبي أن هذا الأنموذج، من دون أي مأخذ على سلوكه ومن
 دون أي مأخذ على عمله، هو تشي جيفارا .
تحدث المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه الذي اعتقل في أبريل 1967 عندما كان مع غيفارا في بوليفيا في مقابلة من السجن في أغسطس 1968 بشكل موسع حول ظروف القبض على غيفارا، قال دوبريه الذي عاش مع غيفارا والثوار من المقاتلين لفترة قصيرة، أن في رأيه هم ضحايا الغابات والتهمتهم الغابة.
وصف دوبريه حالة الفقر المدقع، حيث عانى رجال غيفارا من سوء التغذية ونقص المياه وعدم وجود الأحذية وكانوا يمتلكون ستة بطانيات فقط ل 22 رجلا. يروي دوبريه أن غيفارا وغيرهم كانوا يعانون من مرض ما أدى إلى تورم أيديهم وأرجلهم إلى اكوام من اللحم لدرجة أنك لا تستطيع تمييز أصابع أيديهم. وصف دوبري غيفارا بأنه "متفائل لمستقبل أمريكا اللاتينية" على الرغم من الوضع السىء، ولاحظ أن غيفارا كان "خلص بأن موته سيكون نوعا من الدعوة للنهضة" مشيرا إلى أن تصور غيفارا عن الموت "وعد لولادة جديدة" و"طقوس جديد".

في أواخر عام 1995 كشف الجنرال البوليفي المتقاعد ماريو فارغاس لجون لي اندرسون مؤلف (كتاب تشي غيفارا: حياة الثوري) أن جثمان غيفارا يقع بالقرب من مهبط الطائرات في فالليغراندي. وكانت النتيجة لهذا الكلام بحث دولي عن رفات، والذي استمر أكثر من عام، في يوليو 1997 قام فريق من الجيولوجيين الكوبيين والأرجنتينيين والطب الشرعي باكتشاف بقايا سبع جثث في مقبرتين جماعيتين، بما في ذلك رجل واحد مبتور اليدين (مثل غيفارا)، الحكومة البوليفية مع مسؤولي بوزارة الداخلية قاموا لاحقا بالتعرف على جثة غيفارا عبر الأسنان حيث كانت مطابقة تماما لقالب من الجص لأسنان تشي تم عملها في كوبا قبل رحلته الكونغولية، النقطة الفاصلة كانت عندما وجد الأرجنتيني اليخاندرو انشاوريجوى الانثروبولوجيا الشرعي في الجيوب الداخلية لسترة زرقاء وجدت بجوار الجثة مقطوعة الأيادي على حقيبة صغيرة من تبغ الغليون، كان نينو دي غوزمان قائد طائرة الهليكوبتر البوليفي قد اعطى تشي حقيبة صغيرة من التبغ، في وقت لاحق أشار إلى أنه كانت "لديه شكوك جدية" في البداية و"ظن أن الكوبيين سيقومون بالعثور على أي عظام قديمة ويطلقوا عليها اسم تشي"، ولكنه ذكر " بعد أن سمعت عن حقيبة التبغ لا يساورني أدنى شك في انه هو. في 17 تشرين الأول 1997 تم دفن بقايا غيفارا مع ستة من رفاقه المقاتلين مع مرتبة الشرف العسكرية في الضريح الذي تم بناؤه خصيصا في مدينة سانتا كلارا حيث كان قائدا للإنتصار العسكري الحاسم في الثورة الكوبية.
عندما تم القبض على غيفارا كانت معه مذكرات مكتوبة بخط اليد من 30.000 كلمة ومجموعة من قصائده الشخصية وقصة قصيرة من تأليفه حول شاب شيوعي في حرب العصابات الذي يتعلم التغلب على مخاوفه. يومياته وثقت الأحداث التي جرت في حملة حرب العصابات في بوليفيا منذ دخوله أول يوم في 7 نوفمبر 1966 بعد وصوله إلى مزرعة فينانكاهوازو، وآخرها بتاريخ 7 أكتوبر 1967 قبل يوم من إلقاء القبض عليه، اليوميات تروي كيف أجبروا على بدء العمليات قبل الأوان نتيجة لاكتشافهم من قبل الجيش البوليفي، ويوضح غيفارا قرار تقسيم الفريق إلى وحدتين غير أنه أصبح غير قادر على إعادة الاتصال بهم، ويصف المشروع بأنه فاشل عموما، كما يسجل الصدع بين غيفارا والحزب الشيوعي في بوليفيا الذي أسفر عن حصول غيفارا على عدد أقل بكثير من الجنود مما كان متوقعا أصلا ويبين غيفارا انه كان يعانى من قدر كبير من الصعوبة في تجنيد السكان المحليين، ويرجع ذلك جزئيا إلى حقيقة أن المجموعة تعلمت لغة كيشوا غير مدركة أن اللغة المحلية كانت توبي غواراني. مع اقتراب نهاية الحملة الغير متوقعة وحالة جيفارا الصحية التي أصبحت تزداد سوء، حيث كان يعاني من نوبات الربو المتفاقمة ومعظم الهجمات الأخيرة نفذها لغرض المحاولة للحصول على الدواء.

سرعان ما تم ترجمة يوميات بوليفيا بشكل سطحى من قبل مجلة رامبارتس ووزعت في جميع أنحاء العالم. هناك ما لا يقل عن أربعة مذكرات إضافية.والتي تكشف كل واحده منها جانب إضافي للأحداث، في يوليو 2008 اكتشفت الحكومة البوليفية يوميات غيفارا المختومة سابقا والتي تتألف من دفترين من الدفاتر المتوترة، جنبا إلى جنب مع سجل لعدة صور بالأسود والأبيض، أعلن نائب وزير الثقافة البوليفي بابلو غرو عن أن هناك خططا لنشر صور لكل صفحة مكتوبة بخط اليد في وقت لاحق من هذا العام.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معاهدة دي ميشال 1834 مع الامير عبد القادر

أمام ضغط جيش الأمير عبد القادر عمل دي ميشال الحاكم الفرنسي بوهران من أجل عقد هدنة مع الأمير، فلجأ إلى حيلة تسمح له بالاتصال بالأمير و إقتراح الهدنة عليه فعمد دي ميشال إلى مرافقة بعض جنده لخونة جزائريين كانوا يزودون جيش الاحتلال بالمواد الغذائية، فألقى جيش الأمير القبض عليهم، فطار دي ميشال فرحا لان ذلك كان وسيلة للاتصال بالأمير عبد القادر و محادثته بشأن الأسرى و اقتراح الهدنة عليه. إلا أن الأمير عبد القادر رفض اقتراحات دي ميشال في البداية لكنه بعد استشارة المجلس الشوري و التفكير العميق بالمعاهدة التي كانت تنص على توقيف القتال و إطلاق سراح الأسرى و حرية التجارة.   و كان هدف الأمير عبد القادر من قبوله المعاهدة هو إيجاد متسع من الوقت لمواصلة بناء دولته و تصنيعها خاصة و أنها تسمح له باستيراد الأسلحة و الآلات الصناعية من أوروبا عبر البحر. نصت المعاهدة   على المواد التالية : "ان القائد العام للقوات الفرنسية في مدينة وهران وأمير المؤمنين سيدي الحاج عبد القادر بن محي الدين قررا العمل بالشروط التالية : المادة الاولى : ان الحرب بين الفرنسيين والعرب ستتوقف منذ اليوم وان ...

نقض معاهدة دي ميشال و انتصارات الأمير عبد القادر

ندمت فرنسا على عقد الهدنة خوفا من أن يتسع نفوذ الأمير و تتقوى دولته أكثر فعمدت إلى نقض الهدنة بتنحية دي ميشال عن حكم وهران و تنصيب الجنرال تريزل حاكما جديدا عليها، و كان من أشدّ المعارضين للمعاهدة، فنقضها بالمهاجمة على جيش الأمير عبد القادر بجيش ضخم يتجاوز 10 آلاف جندي، فهزم جيش الأمير بغابة مولاي إسماعيل فقتل أكثر من 150 جنديا. ففر الجيش الفرنسي تحت الضربات القاسية للمجاهدين، لكن الأمير عبد القادر أغلق في وجهه الطريق إلى أرزيو، فعاد جيش تريزل عبر مسلك واحد و هو نهر المقطع فنجحت خطة الأمير عندما أحاط المجاهدون بالجيش الاستعماري من كل الجهات فأشعلوا فيه النار و دبت الفوضى فيه، فقتلوا و أسروا أغلبهم و استولوا على العتاد و الأسلحة و المؤن و هرب تريزل مع القليل من جنده الناجين من ضربات جيش الأمير. وتعتبر معركة المقطع في 1835 من أشهر معارك الأمير التي تظهر دهاءه العسكري. عزلت الحكومة الفرنسية الجنرال تريزل بعد هزيمته في معركة المقطع التي أثارت الرأي العام الفرنسي، و عينت مكانه الجنرال كلوزيل كحاكم جديد لوهران، فطلب من حكومته دعما بجيش كبير للانتقام من الأمير، وسطر هدفه بقوله » لقد عزمن...

رحلة الامير عبد القادر الى الحج

عندما بلغ والده محي الدين الخمسين من عمره أراد الحج إلى البقاع المقدسة، و رفض أن يرافقه أي أحد إلا ابنه الرابع عبد القادر الذي لم يبلغ بعد 17 سنة من عمره، فعندما سمع الناس بالخبر أتوا من كل الجهات لتوديع محي الدين و ابنه ، فخشي الحاكم العثماني في وهران من تحول التجمع الضخم إلى ثورة ضد النظام الفساد فاضطر إلى احتجازهما لمدة سنتين بوهران، خاصة و أن محي الدين كان من أشد المعارضين لهذا النظام الذي قسم الشعب إلى فئات تتقاتل فيما بينها عملا بسياسة " فرق تسد" و الهدف من ذلك هو الحفاظ على المصالح الخاصة للنظام الذي كان ينهب عرق الشعب و يفرض ضرائب باهضة عليه مما يسمح لحاشية النظام مواصلة حياة الرّغد و الترف بينما الشّعب يموت جوعا، فكيف يقبل محي الدّين و ابنه عبد القادر بذلك و هما المتشبعان بحب العدل الذي ألح عليه الإسلام. و بعد سنتين من الاحتجاز تدخل داي الجزائر فسمح لهما بالذهاب إلى الحج معتقدا بأن ذلك وسيلة لإبعادهما عن البلاد و لو لمدة قصيرة. فعبرا تونس و وصلا إلى الإسكندرية عبر البحر المتوسط ليصلا إلى البقاع المقدسة برا، و عادا من الحد عبر دمشق و زارا قبر الولي الصالح عبد القاد...