التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المفاوضات المبكرة - نيلسون مانديلا


شرع مانديلا في جولة أفريقية، التقى خلالها مشجعين وسياسيين في زامبيا وزيمبابوي وناميبيا وليبيا والجزائر، ثم انتقل إلى السويد حيث التقى بتامبو، وفي لندن، ظهر في حفل لـ «نيلسون مانديلا : منبر دولي من أجل الحرية في جنوب أفريقيا»  في استاد ويمبلي. 

شجع مانديلا الدول الأجنبية على دعم فرض عقوبات ضد حكومة الفصل العنصري. في فرنسا، استقبله الرئيس فرانسوا ميتران، وفي الفاتيكان البابا يوحنا بولس الثاني، والتقى في انجلترا بمارجريت تاتشر. حظي في الولايات المتحدة، باستقبال الرئيس جورج بوش الأب وألقى خطابا في مجلسي النواب والشيوخ وزار ثماني مدن أمريكية، وكان مانديلا يتمتع شعبية خاصة بين الأميركيين من أصول أفريقية.  في كوبا، التقى بالرئيس فيدل كاسترو، الذي كان قدوته لفترة طويلة، وجمعت بين الاثنين صداقة. 

 في آسيا، قابل الرئيس ر. فينكاتارامان في الهند، والرئيس سوهارتو في إندونيسيا ورئيس الوزراء مهاتير محمد في ماليزيا، قبل زيارة أستراليا واليابان، والملاحظ أنه لم يقم بزيارة الاتحاد السوفياتي، الذي أيد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لفترة طويلة. 
في مايو 1990، قاد مانديلا وفدا متعدد الأعراق من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في مفاوضات أولية مع وفد حكومي من 11 رجلا أفريكاني. أثار مانديلا أعجبهم عندما تحدث عن تاريخ الأفريكانية، توصلت المفاوضات إلى دقيقة “شور غروت”، التي خلالها قررت الحكومة رفع حالة الطوارئ. في أغسطس، عرض مانديلا - وهو مدرك لضرر العمل العسكري على حزب المؤتمر - وقفا لإطلاق النار. العرض جوبه بانتقادات واسعة من نشطاء MK.

 ما دفع بمانديلا لقضاء الكثير من الوقت في محاولة لتوحيد وبناء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ولدى ظهوره في مؤتمر جوهانسبرغ في ديسمبر والذي حضره 1600 مندوبا، وجده الكثير منهم أكثر اعتدالا مما كان متوقعا. في يوليو 1991، أثناء المؤتمر الوطني للحزب في ديربان، اعترف مانديلا بأخطاء الحزب وأعلن عن هدفه في بناء "فريق مهام قوي ومؤهل" لتأمين حكم الأغلبية. في المؤتمر، انتخب مانديلا رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ليحل محل تامبو المريض، كما تم انتخاب 50 عضوا تنفيذيا من أعراق وأجناس متعددة.

صار لمانديلا مكتب في المقر الجديد لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في شل هاوس، وسط جوهانسبرغ، في الوقت الذي انتقل مع ويني إلى منزلها الواسع بسويتو.  توترت حياته الزوجية بشكل متزايد كلما ازداد دراية بعلاقة ويني بقضية «دالي مبوفو»، ولكنه وقف إلى جانبها طيلة فترة محاكمتها بتهم الخطف والاعتداء. حصل على تمويل للدفاع عنها من «الصندوق الدولي للدفاع والمعونة في جنوب أفريقيا» ومن الزعيم الليبي معمر القذافي.

ولكنها أدينت في يونيو 1991 وحكم عليها بالسجن لمدة ست سنوات، خفضت إلى اثنتين بعد الاستئناف. في 13 أبريل 1992، أعلن مانديلا على الملأ انفصاله عن ويني، في حين اضطرها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى التنحي من التنفيذي الوطني لاختلاس أموال حزب المؤتمر، وانتقلت مانديلا إلى ضاحية جوهانسبرغ ذات الغالبية البيضاء من هوتون لحقت أضرار بسمعة مانديلا بتزايد العنف بين السود، وخاصة بين حزب المؤتمر وأنصار انكاثا في كوازولو ناتال، سقط ضحيتها آلاف الموتى. التقى مانديلا بزعيم قبيلة بوتليزي، في حين منع حزب المؤتمر المزيد من المفاوضات بشأن هذه المسألة. اعترف مانديلا بوجود "قوة ثالثة" في أجهزة استخبارات الدولة تعمل على تأجيج "ذبح الشعب" وألقى باللوم صراحة على دي كليرك - الذي بدأ يفقد الثقة به بشكل متزايد - في مجزرة. Sebokeng في سبتمبر 1991، تم عقد مؤتمر للسلام الوطني في جوهانسبرج وقع خلاله كا من مانديلا وبوثيليزي ودي كليرك على اتفاق سلام، ورغم ذلك استمر العنف. 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معاهدة دي ميشال 1834 مع الامير عبد القادر

أمام ضغط جيش الأمير عبد القادر عمل دي ميشال الحاكم الفرنسي بوهران من أجل عقد هدنة مع الأمير، فلجأ إلى حيلة تسمح له بالاتصال بالأمير و إقتراح الهدنة عليه فعمد دي ميشال إلى مرافقة بعض جنده لخونة جزائريين كانوا يزودون جيش الاحتلال بالمواد الغذائية، فألقى جيش الأمير القبض عليهم، فطار دي ميشال فرحا لان ذلك كان وسيلة للاتصال بالأمير عبد القادر و محادثته بشأن الأسرى و اقتراح الهدنة عليه. إلا أن الأمير عبد القادر رفض اقتراحات دي ميشال في البداية لكنه بعد استشارة المجلس الشوري و التفكير العميق بالمعاهدة التي كانت تنص على توقيف القتال و إطلاق سراح الأسرى و حرية التجارة.   و كان هدف الأمير عبد القادر من قبوله المعاهدة هو إيجاد متسع من الوقت لمواصلة بناء دولته و تصنيعها خاصة و أنها تسمح له باستيراد الأسلحة و الآلات الصناعية من أوروبا عبر البحر. نصت المعاهدة   على المواد التالية : "ان القائد العام للقوات الفرنسية في مدينة وهران وأمير المؤمنين سيدي الحاج عبد القادر بن محي الدين قررا العمل بالشروط التالية : المادة الاولى : ان الحرب بين الفرنسيين والعرب ستتوقف منذ اليوم وان ...

نقض معاهدة دي ميشال و انتصارات الأمير عبد القادر

ندمت فرنسا على عقد الهدنة خوفا من أن يتسع نفوذ الأمير و تتقوى دولته أكثر فعمدت إلى نقض الهدنة بتنحية دي ميشال عن حكم وهران و تنصيب الجنرال تريزل حاكما جديدا عليها، و كان من أشدّ المعارضين للمعاهدة، فنقضها بالمهاجمة على جيش الأمير عبد القادر بجيش ضخم يتجاوز 10 آلاف جندي، فهزم جيش الأمير بغابة مولاي إسماعيل فقتل أكثر من 150 جنديا. ففر الجيش الفرنسي تحت الضربات القاسية للمجاهدين، لكن الأمير عبد القادر أغلق في وجهه الطريق إلى أرزيو، فعاد جيش تريزل عبر مسلك واحد و هو نهر المقطع فنجحت خطة الأمير عندما أحاط المجاهدون بالجيش الاستعماري من كل الجهات فأشعلوا فيه النار و دبت الفوضى فيه، فقتلوا و أسروا أغلبهم و استولوا على العتاد و الأسلحة و المؤن و هرب تريزل مع القليل من جنده الناجين من ضربات جيش الأمير. وتعتبر معركة المقطع في 1835 من أشهر معارك الأمير التي تظهر دهاءه العسكري. عزلت الحكومة الفرنسية الجنرال تريزل بعد هزيمته في معركة المقطع التي أثارت الرأي العام الفرنسي، و عينت مكانه الجنرال كلوزيل كحاكم جديد لوهران، فطلب من حكومته دعما بجيش كبير للانتقام من الأمير، وسطر هدفه بقوله » لقد عزمن...

رحلة الامير عبد القادر الى الحج

عندما بلغ والده محي الدين الخمسين من عمره أراد الحج إلى البقاع المقدسة، و رفض أن يرافقه أي أحد إلا ابنه الرابع عبد القادر الذي لم يبلغ بعد 17 سنة من عمره، فعندما سمع الناس بالخبر أتوا من كل الجهات لتوديع محي الدين و ابنه ، فخشي الحاكم العثماني في وهران من تحول التجمع الضخم إلى ثورة ضد النظام الفساد فاضطر إلى احتجازهما لمدة سنتين بوهران، خاصة و أن محي الدين كان من أشد المعارضين لهذا النظام الذي قسم الشعب إلى فئات تتقاتل فيما بينها عملا بسياسة " فرق تسد" و الهدف من ذلك هو الحفاظ على المصالح الخاصة للنظام الذي كان ينهب عرق الشعب و يفرض ضرائب باهضة عليه مما يسمح لحاشية النظام مواصلة حياة الرّغد و الترف بينما الشّعب يموت جوعا، فكيف يقبل محي الدّين و ابنه عبد القادر بذلك و هما المتشبعان بحب العدل الذي ألح عليه الإسلام. و بعد سنتين من الاحتجاز تدخل داي الجزائر فسمح لهما بالذهاب إلى الحج معتقدا بأن ذلك وسيلة لإبعادهما عن البلاد و لو لمدة قصيرة. فعبرا تونس و وصلا إلى الإسكندرية عبر البحر المتوسط ليصلا إلى البقاع المقدسة برا، و عادا من الحد عبر دمشق و زارا قبر الولي الصالح عبد القاد...